قال الراوي: رأيت رجلاً من جيراننا يوماً بعد صلاة العصر يقف عند صندوق القمامة ثم مدّ يده وأخذ شيئاً وأدخله بيته،
حتى متى نبقى ونحن ننتظر الم.وت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبراً،
فإن رأيت أن تزينيها وتمشطيها وأذهب بها إلى سوق العبيد فأبيعها فأجد بثمنها طعاماً وتجد قوماً يطعمونها فتبقى حية ونسلم جميعاً من الم.وت الذي بدأ يحاصرنا.
فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت،
وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق.
فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها ،
ثم ساومني عليها فتراضينا على اثني عشر درهماً من الفضة.
عندما أخذت الدراهم عدوت مسرعاً إلى سوق التمور أشتري زنبيلاً من التمر نملأ به بطوننا
، فاشتريت زنبيلاً بدرهمين،
وطلبت من الحمّال أن يتبعني به فليس بي طاقة على حمله من شدة الجهد وألم الجوع، فسبقته،
فلما وصلت بيتي التفت فلم أجد الحمّال خلفي فرجعت أبحث عنه فلم أجده،
فقلت : أرجع إلى السوق فأشتري بدله آخر وأبحث عن الحمّال في وقت سعة.
فلما أردّتُ أن أنقد ثمن التمر
لم أجد في جيبي شيئاً، فأصابني من الهمّ والغمّ ما لو نزل بجبل لهدّهُ.
فعزمت على الذهاب للحرم ، فلما دخلت المطاف وجدت البدوي يطوف ومعه ابنتي، فوقع في نفسي أن أتربص به حتى إذا خرج من مكة عدوت عليه في إحدى شعابها فق.تل.ته وخلّصتُ ابنتي
، فبينما أنا أطوف إذ رمقني ووقعت عينه على عيني فلما انتهى صلى خلف المقام وصليت
، ثم التفت إليّ ودعاني فقال:
من هذه البنت التي بعتنيها ؟
قلت: جارية عندي!،،
قال:
اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇