حكى أن ملك أحد القبائل وإبنه خرجا ذات يوم في ركب كبير لزيارة أخته التي تزوجت وذهبت للسكن مع زوجها
وكانت تنتظر أن يغضب منها لكنه قال سأكلم شيماء وهي التي تقرر مصير أختاي وإن كنت أعتقد أنهما تستحقان العقاپ ولما علمت شيماء طلبت من أمها أن تسامحهما وقالت لها المسامح كريم وعسى أن يكون ذلك لهما درسا فوعدتها أن تفعل ذلك من أجلها وفي الغد ذهبت إلى الجبل وفكت عنهما السحرولما رأت وجهيهما فهمت سر غيرتهما من شيماء فقالت لهما أغمضا عينيكما !!! فترددت البنتان واعتقدتا أن الملكة تنوي بهما شړا لكنها ابتسمت لهما ففعلتا ما طلبته منهما ولما فتحتا عينيهما ورأت كل واحدة منهما الأخرى بدأتا في القفز والصړاخ من شدة الفرحة فقد أصبح شعرهما المجعد رقيقا كالحرير وعينيهما الضيقين كعيون المها وحين رأتهما أمهما لم تصدق عينيها وحاولت أن تعتذر لكن الملكة قالت لها كلنا نخطئ والعاقل من تعلم من أخطائه هاك صرة ياقوت لتشترى لهما ما يحبان من الثياب والعطور .
وفي الغد لما سمع أعيان الحي بما حصل تسابقوا لخطبة البنتين وزادت محبة أهل
تلك القرية وما جاورها من القرى لشيماء وحكى الناس لزمن طويل عن تلك اليتيمة التي عانت من قسۏة الناس وألسنتهم وأصبحت سيدة البادية وأرفعهم نسبا وفتحت دارها للأيتام وربتهم كأبنائها وكانوا ينادونها أمي وبارك الله في تلك الفتاة وعمرت طويلا وكانت الأرض التي عاشت عليها الوحيدة التي لا تبكي فيها عيون الأيتام ولا يجوع فيها الفقراء فسبحان الله الذي دبر وقدر وجعل بيننا ناسا صالحين يتقون الله في خلقه وطوبى لمن فعل الخير يجده في دنياه وآخرته