الطالب الذي يتأخردوما
فاستوقفته ذات يوم قبل أن أعاقبه؛ وسحبته من يده الى مكتبي وسألته:
يا بني لماذا تتأخر كل يوم ؟
لماذا لا تحضر مثل بقية الطلاب قبل الطابور المدرسي؟!
إذاكانت العقوبة تأثرفي نفسك هكذا!
لماذا لا تغير من سلوكك ؟
سكت الطالب برهة من الزمن وهو يطرق بنظراته الى الارض ثم أجاب على إستحياء:
يا أستاذ أنا لا أتأخر عن المدرسة بأرادتي ! يا أستاذ ظروفنا المالية في المنزل سيئة، وقاسية،
ووالدي عاطل عن العمل،
أنا وأخي لا نملك إلا قميص مدرسي واحد هو يرتديه أثناء ذهابه إلى المدرسة في الفترة الصباحية؛ وأنا أنتظر عودته على باب المنزل بفارغ الصبر لأخذه منه وأرتديه وأحضر إلى المدرسة،
وهذا سبب تأخري كل يوم! ومع هذا فإنك تعاقبني!!
وأنا لا أستطيع الإعتراض وأتقبل الأمر لأني لا أرغب في ترك المدرسة بسبب ضيق حالنا !!
يقول الأستاذ والحديث على لسانه:
والله إن الدنيا أظلمت أمامي لم أعد أرى أو أسمع شيئا!ً!
أحسست أن الزمن توقف عند هذه اللحظة؛
فقدت القدرة على الكلام والتفكير إلا من شريط الذكريات؛وأنا أعاقبه بالعصى على يديه على مدى تلك الأيام وهو يتألم من الضرب ومع هذا لا يتحدث ولا يعترض!!
نزلت كلمات الطالب على مسامعي كأنها ضرب بسياط القهر والأسى
ولم أستطع أن أتمالك نفسي واندفعت الدموع من عيني بصمت!!
فسألته وصوتي يتحشرج في حنجرتي وكلماتي لا تطاوعني للخروج من فمي :
لتكملة القصة اضغط الرقم 3 في السطر التالي