غير مصنف

يحكى عن تاجر له دكان في سوق الحلفاوين كبر في السن ،وضعف بصره ،ولم يعد قادرا لا عن البيع ولا الشراء

تعال واسترح عندي في الدّكان ،ولما حان موعد الغداء ،أخرج عليّ صحفة الكسكسي التي أعدتها أمّه وسخّنها على الكانون ثو وضهع زيتونا وفلفل مملح ،وقال للفتى بسم الله ،لم يأكل عليّ إلا قليلا ،وترك الطعام لضيفه الذي كان جائعا، ولم يذق الزاد منذ أيام ،فأكل حتى شبع ،وأخذ رشفة من كوب الشّاي ،فرجعت إليه نفسه ،وشكر عليّ على معروفه ،وقال إسمي صالح، من اليوم لك أخ يفرح لفرحك ،ويحزن لحزنك . ولمّا رجع إلى الدّار قال لأبيه: معي ضيف، وسيبيت معي الليلة !!! قال الشيخ : مرحبا به، وأمر زوجته أمّ عليّ أن تضع فراشا ثانيا ،ثم أشعل الكانون ووضع البراد ،وبدأوا يتسامرون ،وحكى صالح قصّته وأنه فقير طردته زوجة أبيه في ذلك الشتاء، ولولا علي لمات من البرد والجوع .
حين طلع الصّباح قال علي لصالح تعال إشتغل معي ،وسأعطيك أجرا ،وأعدّت الأم صحفتين من الطعام ،واحدة لكل منهما ،صار الولدان يذهبان للدكان معا ،ويأكلان معا ،وفي المساء يرجعان إلى الدار ،وتعوّد الشيخ وامرأته على صالح، وإعتبراه إبنهما ،وإذا أعطيا عليّ شيئا كان لصالح مثله ،وإذا ذهبا لمكان إصطحبوه معهما . مضى زمن ،وعائلة الشيخ تعيش بخير،ولم يكن ينقصها المال .لكن جاءت سنة جدباء، وبدأت التجارة تكسد في السّوق ،وغلت الأسعار ،فقال صالح لصديقه :لم نعد نربح كثيرا من الدكان ،والأمور لا يبدو أنها ستتحسن ،أطلب من أبيك أن يجهزنا للرّحيل ،سنسافر ونكسب رزقنا في بلاد أخرى …

لتكملة القصة اضغط الرقم 3 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى