غير مصنف

قالت الفتاة يا محمد أريدك أن تكون مسيحي!

ضمتني إلى صدرها ، قالت : ولدي ، أحسن إلى ربك فهو رحيم يفرح بمن تاب إليه.

مرت الأيام ، ومحمد من روضة إلى روضة
ومن سعادة إلى سعادة ، وكلما تذكر تلك الرحلة
لا تجف دموع عينيه.

إذا إقتربت والدته من غرفته ليلا تسمع أنينا وبكاء وإذا جاء الصباح تسمع قراءة القرآن ، والإستغفار.

جاء يوم من الأيام ، فدخلت والدته عليه في غرفته لتوقظه لصلاة الفجر ،

فتحت الباب ، فوصلت إلى أنفها رائحة طيبة زكية ما اشتمت مثلها قط ،

تحسست ولدها في سريره ، مدت يديها فلم تجد ولدها ، نظرت ببصرها الضعيف ،

فإذا هو ساجد على سجادة الصلاة ، قرب سريره.

وقفت تتأمل فيه ، طال انتظارها
نادت : محمد ، ولدي ، لم يرفع رأسه.

اقتربت الأم ، مدت يدها، حركته ، فمال على جنبه.

نظرت الأم ولم تتحمل ، أترى سيكون ولدها قد مات ، وهو ساجد؟

لم تتحمل وهي تشاهد ذلك المشهد الرائع
خرجت الدموع من عينيها غزيرة ،

وهي تنادي : يا أولاد ، يا أهل المنزل ، ويا أهل البيت انظروا إلى أخيكم ” محمد ”
اقتربوا ، حركوه.

قال أخوه : يا الله ، يا أماه لقد مات أخي محمد ، مات وهو ساجد.

علمت ان الرائحة التي وصلت إلى أنفها
هي رائحة روحه الطاهرة التي رفعتها ملائكة الرحمة ، وصعدت به إلى ربه ومولاه.

وفرح مولاه بعودته ، فرزقه خاتمة حسنة
أحب الله ، فأحب الله لقائه.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى