تزوجت أبي
(كنت مصدومة جداً.. لم أعرف لماذا أنا هنا.. ولماذا نهلة كانت هنا أيضا ! ولماذا التحقيق ! لماذا يا ربي.. لماذا تحبّني كل هذا القدر؟ فتبتليني .. اعلم أنك تحبّني وتمتحنني .. ولكنني تعبت ياربي.. والله تعبت.. أتمنى أن أنتحر.. وأنهي حياتي.. ولكنني لا أريد أن أذهب الى النار .. فرج عني يا رب.. وسالت دموعي على خدي.. ثم قطعت دعائي عندما سمعت صوت الباب يفتح )
فتح الحارس الباب وأدخل المحقق ثم خرج وقفل الباب ثانية..
جلس أمامي المحقق وهو عابس وقال : هل تعلمين لماذا أنت هنا يا مريم ؟
فقلت له : لا يا سيدي لا أعلم شيئاً.. أحضرني الشرطي إلى هنا ولم يتكلم معي أحد إلى الآن.. فقال لي : كيف تشعرين حيال زواج أبيكِ من نهلة زوجته الثانية ؟ هل فكرتي في الانتقام منه ؟
فقلت له : وعيني تدمع.. في البداية كرهت أبي جداً لأنه تزوج على أمي.. ثم كان اكتشافنا لزواجه السبب الرئيسي في وفاة والدتي .. ولكن أمي كانت تعلمني أن الأب مثل الرب لا يعارض أبداً.. لذلك لم يعد بداخلي أي ضغينة ضد أبي وتعايشت مع الأمر على أنه نصيب وقدر..
فقال لي : أين كنتي ما بين الساعة الرابعة و الخامسة ظهرآ ؟
فقلت له : سيدي كنت في السوبر ماركت.. لماذا كل هذه الأسئلة؟ أرجوك أريد أن أتصل بوالدي كي لا يغضب من تأخري خارج المنزل .. أريد فقط أن أخبره أين أنا.. أرجوك يا عمي اتصل بوالدي وانهمرت دموعي من عيني..
فقال لي : يا صغيرتي لا تقلقي كل شيئ سيكون على ما يرام وأعطاني منديل كي أمسح دموعي.. وتابع قائلاً..
بقي لدي سؤالين فقط..
هل تعلمين إذا كان لوالدك أي أعداء ؟
فقلت له : أبي شخص مسالم جداً.. لم اسمعه يومآ يتكلم مع أحد بصوت مرتفع.. ولم أرى أي خلاف له مع أصدقائه في العمل
.. فقال لي : هل لاحظت شيئآ مريباً يحدث في منزلكم في الآونة الأخيرة ؟!
صمتت قليلاً وتذكرت معاملة زوجة أبي القاسية لي.. وقلت له…. يتبع
قلت له أرجوك أخبرني.. من السافل الذي قتل أبي وحرمني منه..
فقال لي.. لقد وعدتك أن أبحث عن القاتل مهما كلفني الأمر.. ولكنني لا أريد التكلم على الهاتف.. لقد أرسلت سيارة القسم كي تقلك إلى المخفر.. هنالك مستجدات ربما أحتاج أن أسألك عنها.. وعندما أقفلت الخط.. خاطبتني زوجة أبي قائلة.. ما الذي يريده منك المحقق؟ فأخبرتها أنه يريد أن يسألني بعض الأسئلة..
فقالت غاضبة.. لماذا أنت؟ أليست زوجته أحق منك أن يسألها؟ فهززت رأسي معبرة لها عن الاستغراب مثلها..
لم يمر ربع ساعة إلا وكان الشرطي يقرع باب المنزل.. ثم ذهبت معه إلى القسم.. وهناك
استقبلني المحقق علي ودخلنا إلى مكتبه على الفور..
فقال لي : مريم المعلومات المهمة التي أخبرتني بها سابقآ أوصلتني الى طرف الخيط الذي سوف أكشف من خلاله المجرم..لقد تتبعنا رقم الهاتف الذي تتواصل معه زوجة أبيك.. ثم حصلنا على اسمه وصورته من خلال التعاون مع شركة الاتصالات الوطنية.. كان يحمل في يديه ملف فأخرج منه صورة شخصية وسألني..
هذه هي صورة الشخص.. هل تتعرفين عليه ؟
فصحت منفصلة.. ممدوح أجل أعرفه .. إنه ممدوح عامل البقالة.. صاحب الوجه المريب.. كانت نهلة ترسلني إليه يومياً كي أشتري منه الخضار والفاكهة.. وتطلب مني أن أعطيه ما يطلب من النقود ثمنآ لما أشتريه ..
فقال لي نحن نريد أن نتأكد إذا كان له يد في مقتل أبيك.. لأن كل ما لدينا حالياً هو مجرد شكوك.. ونريد أن نتأكد إذا كانت نهلة شريكة معه أو لا..
ومن شدة برائتي وقلبي الطفولي الذي لا يعرف الحقد.. كنت أدافع عنها وأقول له.. مستحيل ياسيدي.. أن تكون شريكته فهي قد أحبت أبي كثيراً ..وشكوكك في غير محلها..
فقاطعني قائلاً.. أرجوك ضعي هذه الأداة في المنزل في غرفة نوم نهلة.. هي أداة للمراقبة والتنصت.. نريد أن نراقب وننصت إلى مكالمات نهلة.. كي نتحقق من شكوكنا.. وعندما تعودي أخبريها مبدئيآ أننا نشك في ممدوح.. كي نتابع ما سوف يحصل بعد ذلك..
و أعدك أنني سوف أحقق العدالة لوالدك سريعاً جداً..
ثم أعادتني سيارة القسم إلى المنزل..
كانت نهلة على أحر من الجمر كي تعرف ما الذي حدث فأخبرتها كما أخبرني المحقق بالضبط..
ووضعت القطعة في غرفة نومها سرآ.. وعدت إلى عملي في تنظيف المنزل..
وما هي إلا ربع ساعة حتى رأيت نهلة تغلق باب الغرفة على نفسها.. كنت أسمع صوتها يهمس بكلمات خافتة.. يبدو أنها كانت تتصل به..
لتكملة القصة اضغط الرقم 8 في السطر التالي