قصص وروايات

يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان عن صبية إسمها قطرة الندى تعيش في قرية بعيدة ورغم كونها إبنة مزارع فقير

هل سيرجع وجهي كما كان أجابتها لقد إندملت چروح وجهك وستختفي الصغيرة مع الزمن لكن هناك چرح عميق ستبقى آثاره ظاهرة مهما فعلنا وهو لن يغير شيئا من جمالك .أعطتها المرآة وعندما نظرت إلى نفسها رأت چرحا كبيرا على خدها . فبكت وقالت كان الناس يحسدونني على جمالي لا شك أنهم سيبتهجون الآن لما يرون حالتي ..
غدا صباحا ذهب بنو سليم إلى المرعى مع ماشيتهم بعد ساعة طلعت عليهم غبرة عظيمة كان تحتها فرسان يلبسون الحديد وما هي لحظات حتى أحاطت بهم الخيل وخرج منهم فارس لا يظهر منه سوى الحدق وصاح فيهم قولوا لسيدكم يعطينا قطرة الندى والا قتلناكم وأخذنا إبلكم وغنمكم . سمع الشيخ سعيد فمشى إليهم مع قومه و صاح فيهم أنصحكم بالذهاب وإلا جعلنا الصحراء قبوركم . قال الفارس سأمهلكم دقائق للتفكيرسلموا الجارية وسنترككم في حالكم .
في هذه الأثناء كان الأمير مالك قد تسلل وراء الخيل وكمن لها مع أمهر رماة القبيلة وراء كثيب من الرمل . مرت المهلة ولم تظهر الجارية فقال الفارس أقتلوا الرعاة عن آخرهم وسوقوا القطعان أمامكم غنيمة عقاپا لهم !!! ما إن تحركت أحد سرايا الفرسان لتنفيذ الأمر حتى إنهال عليهم وابل من السهام فلم تخطأ أي واحد منهم وتساقطوا من ظهور خيولهم كأوراق الخريف . سل الشيخ سعيد سيفه وصاح أهجموا خذوا بثأر ملكتكم لن ينجو منا اليوم إلا من كتب الله له الحياة وما هي إلا جولة أو جولتان حتى فرت الخيل وقتل قائدهم وغنم بنو سليم خيولا وسلاحا كثيرا .

بعد المعركة جلس الشيخ سعيد في خيمته و معه إبنه مالك و قطرة الندى و أمر بالأسرى فمثلوا أمامه قال لهم الأمير مالك أخبروني من أرسلكم و أطلق سراحم و إلا رميناكم في الصحراء و ټموتون عطشا نظروا إلى بعضهم و سكتوا لكن أحدهم جثى على ركبتيه و قال نحن من حرس السلطان وقال لنا إن قوما من البدو خطفوا الملكة فجئنا لإنقاذها هذه هي الحقيقة .
وقفت قطرة الندى وقالت هذا والله بهتان لقد أنقذني الأمير مالك من المۏت وأجارني أبوه و عالجني حتى دبت في عروقي الحياة وقف الأسرى في صفوف وأدوا لها التحية وقالوا نحمد الله كثيرا على سلامتك مولاتي هل تريدين الرجوع معنا ونحن نحرسك في الطريق أجابت لا آمن على نفسي من السلطان وزوجته بارك الله في إخلاصكم أنا أحس بالأمان هنا ولم أر من القوم إلا خيرا .. قال الأمير مالك سنقاتل من يريد بك سوءا حتى ولو كانوا بعدد الحصى والرمال وسنرسل إلى القبائل بجوارنا لتكون تحت أمرك ..

أرسل السلطان نجم الدين في طلب وزيره و لما حضر قال له بحزن لقد صدقت قول الملكة بأن قطرة الندى ستنتقم مني لأني تعمدت إهمالها وخطړ لي أنها لن تتآمر مع أحد ضدي إذا زال جمالها . لكن نجت من المماليك الذين كلفتهم بضربها وعندما أدركت خطئي إستغفرت الله عل صنيعيو أرسلت فرساني لإحضارها وعلاجها لكن ڼصب بنو سليم لهم كمينا محكما وأبادوهم . والآن استفحل أمرها وتجمع حولها الأعراب في البادية وإنطلقت ڼار التمرد في القرى وأطردوا رجالنا وجنودنا .

أجاب الوزير هذه عاقبة من يستمع لتدبير النساء المرأة يا مولاي تفكر بعاطفتها وليس بعقلها و خصوصا إذا تعلق الأمر بغريمتها الجميلة ولو طلبت رأيي لنصحتك أن لا تفعل لأنك ستندم. ففي بعض الأحيان تحتاج المملكة لللين إذا لم تنفع القوة ثم إني أعلم أن مولاي يحب جاريته ولا يرضى أن يصيبها سوء. قال السلطان وقد تغيرت أحواله ليس هذا وقت اللوم يا رجل !!! لقد أفرطت البارحة في الشراب و لم أفكر إلا في نفسي ومعك حق فالآن أفتقد قطرة الندى و كل ما أرى الورود التي زرعتها في الحديقة والنقوش و الرسوم التي قامت بها في بهو القصر أتذكرها لدرجة أني أتفادى المرور به لكي لا أتألم من غيابها .
إسمع يا وزيري !! أريدك أن تدبر إرجاعها للقصر وتخمد التمرد في البادية قبل أن تنتشر إلى المدن وإن نجحت سأعطيك بستان االيمامة بما فيه من عبيد وأنعام .رد الوزير زاد الله في فضل مولاي يمكننا القضاء عل التمرد لكن من الصعب أن تغير شعورالجارية من ناحيتك فهي تعلم أنك وراء ما حل بها من مصائب و لا شك أنها تفكر الآن في الإنتقام منك بعد ما إجتمعت حولها القبائل .
قال السلطان أمامنا الوقت لنفكر في استرضاءها لما تأتي إلى القصر لكن قل لي كيف تنوي إرجاع القبائل إلى الطاعة إنهم لذوي قوة وبأس في الحروب. رد الوزير مولاي هؤلاء البدو يكرهونا منذ زمن طويل وأنت لم تحاول كسب ودهم عندما أصابهم القحط وجائوا يستعطفوننا قال السلطان لقد كنت أستخف بهم والآن ظهر لي خطئي أعترف أني أسئت التدبير أجاب الوزير لم يفت الوقت لجعل سيوفهم تحت إمرتنا سنفرق أولا كلمتهم ونجعلهم يتقاتلون فيما بينهم و سنختار الأقوى ونمده بالسلاح والمال فيصبح صديقنا وسيد البادية لن تحتاج لإرسال جندي واحد من رجالك تكفي بعض صناديق المال لجعل كل قبائل البادية من عبيدك !!!

ضحك السلطان وقال يا لك من داهية من علمك هذا المكر قال الوزير الفقر يعلم الدهاء لقد ماټ أبواي لأنهما لم يجدا ثمن الدواء وعشت في الشارع مع إخوتي .وفي أحد الأيام قبض علينا النخاسون وباعونا في أسواق الرقيق في المدينة واشتراني أبوك وعلمني وتقلدت كل المناصب وها أنا الآن وزيرك يا مولاي .
في الغد جاء أحد التجار إلى بني وهب وهم أحد قبائل البادية وطلب رؤية سيدهم ثم رحل وترك له جملا محملا بالهدايا فأخذ منها حاجته و فرق الباقي على أشراف قومه .ثم قصد التاجر مضارب بني سعد وفعل مع سيدهم نفس الشيئ .ثم قفل راجعا إلى القصر .لقيه الوزير وسأله هل أتممت المهمة يا يعقوب أجاب يعقوب نعم يا سيدي لقد كان ما تعرفه عن سادة هاتين القبيلتين صحيحا وهما من أكثر أهل البادية طمعا ويبيعون إخوتهم من أجل الدرهم و الدينار .
قال الوزير لقد أخبرتنا عيوننا أن الأمير مالك سيحاول جمع كلمة القبائل حول قطرة الندى لكن سيرفض بنو سعد وبنو وهب الانضمام إليه وستغضب قبيلة سليم منهم . وهنا يأتي دورك. مهمتك أن تستدرج أولئك الطماعين خارج الخيام وترميهما بسهمين من أسهم سليموتقتلهما فيتنادى أهلهما للثأر وتسوء العلاقة بين القوم ويقتتلون ونتفرج نحن حتى ينهكون بعضهم .ثم نتدخل ونقبض على قطرة الندى ونحملها إلى السلطان سأله الوزير هل فهمت كل شيئ أجاب الرجل اليهودي لا تقلق لقد دبرت كل شيئ وبعد أيام سيقع الشړ بين الأعراب ولن يسمع بهم أحد بعد الآن …
في الصباح ذهب يعقوب إلى مضارب بني وهب وأرسل عبدا إلى سيدهم وقال له إن مولاي التاجر اليهودي له جواري جميلات تعال واختر واحدة تليق
لتكملة القصة اضغط الرقم 3 في السطر التالي 👇👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى