يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان عن صبية إسمها قطرة الندى تعيش في قرية بعيدة ورغم كونها إبنة مزارع فقير
خرج أحس بالرضى على نفسه فلم يبق سوى أن يطلق ناهد وبالتالي ينتقم منها ومن أهلها الذين إستغلوا فقره وطيبة قلبه ليخدعوه .
كانت ناهد جالسة في بيتها لما سمعت جرس الباب يرن ولما فتحت لترى من هناك فوجئت بساعي البريد يسلمها مظروفا وطلب منها أن تمضي على الاستلام نظرت إليه بسرعة ورأت أنه من المحكمة ففتحته بيد مرتعشة وما أن قرأت ما في الرسالة حتى ارتمت على الأريكة وهي تمسك قلبها بيدها وأحست أنه سيتوقف عن النبض فقد طلب سامح الطلاق ثم رفعت السماعة وإتصلت بصديقتها فادية فنصحتها أن يتم ذلك بالتراضي ودون فضائح وأن ذلك أفضل وهو الآن يشعر بأنه في موضع قوة وسيستغل الفرصة لإذلالها أجهشت ناهد بالبكاء لكل ما حل بها وبعائلتها وقالت في نفسها ربما هذا عقاپ لها على الألم الذي سببته لسامح الذي كان يوما فقيرا يكسب فقط عشرين جنيها في الشهربينما تصرفهم هي في اليوم ثم مسحت دموعها وجمعت أغراضها بعد ذلك نادت تاجر أثاث قديم واتفقت معه على بيع كل ما في الشقة وبعد نقاش معه إتفقا على أربعة آلاف جنيه ثم سلمت المفتاح واستقلت تاكسيا حملها إلى دارهم ولما دخلت أخبرت أبويها فقالا لها هو لا يستحقك وتزوجك فقط على ثروتنا ولما إنتهى كل شيئ لم يعد يريدك يا له من إنسان لئيم لا يظهر فيه الخير !!!
أحد الأيام أوقف سامح سيارته ذهب سامح إلى السوبرماركت الذي في شارع فؤاد لكنه فوجئ بوجود ناهد وهي واقفة أمام أحد الرفوف وهم بالذهاب لكي لا تراه لكنه رأى رجلا يرتدي بذلة أنيقة يقترب منها ويمسك يدها لكنها دفعته وطلبت
منه الإبتعاد عنها فقال لها أنت الآن مطلقة وحالتك سيئة بإمكاننا أن نلتقي وأنا سأساعدك وتعرفين أن لي علاقات كثيرة مع رؤساء الشركات لكنها أدارت وجهها ولم يبد على الرجل أنه فهم فقال سأفضح سرك !!! وهنا لم يتحمل سامح ما يجري خصوصا وقد بدأ بعض الزبائن بالتوقف والإستماع فاقترب من الرجل وطلب منه أن يبتعد عن ناهد ولما سأله الرجل عن صفته أجابه أنا زوجها قال الرجل بسخرية سمعت أنك طلقتها !!! رد سامح پغضب ليس بعد هذا يعني أنها لا تزال على ذمتي لكن الرجل كان مخمورا وسكت لحظة ثم قال هل تعلم أنها كانت معي قبل أن تتزوج منك لم ينطق سامح وأمسك ناهد من يدها ثم سحبها وأركبها في سيارته وإبتعد عن ذلك الشارع ثم ركن السيارة وهمت ناهد بالنزول لكن سامح قال لها لم أطلب منك النزول وأريدك أن تقصين علي حكايتك بالتفصيل !!!
أجابته ذلك الرجل هو صديق والدي ولما كنت صغيرة كان يختلي بي ولم أكن أفهم ما يفعله معي وكان يهددني بالضړب لو تحدثت بما يحصل سألها وماذا يشتغل ذلك الرجل ردت عليه إنه ضابط كبير في الشرطة ثم أخفت الفتاة وجهها بين يديها وبدأت في البكاء أحس سامح بفصة في قلبه وتذكر محبتها له وأنها لم تبخل عليه لما كان فقيرا ودافعت عنه أمام أهلها لكي تتزوج منه ولو كانوا متواطئين معها لقبلوا به دون نقاش لقد أعماه الڠضب عن التفكير وتسبب لها مع أهلها في أذى شديد لكنه مازال بإمكانه أن يتدارك الأمر ومن يجب أن يعاقب هو ذلك الضابط الذي غرر ببنت صغيرة ولم يحترم الصداقة مع أبيها كان يثق به لكنه خان تلك الثقة .
سألها كيف حال أبيك المهندس رضوان أجابته في أسوأ حال بعد أن خسر الشركة والفيلا وهو يعاني من ارتفاع الضغط وأنا أخشى على صحته فهو لا يخرج ولا يكلم أحدا قال لها هل يمكن أن أراه قالت بالطبع فهو رجل لا يعرف الحقد ولن يمانع في لقائك رغم أنه يخجل أن تراه وهو على هذه الحالة من البؤسأجابها أعدك أن ذلك لن سيتمر طويلا !!! فنظرت إليه وهي تحاول أن تفهم ماذا يقصد سامح فهي تجهل الثراء والنفوذ الذي أصبح لديهفقط قليلون من يعرف ذلك …
…
طرقت ناهد باب شقتهم ففتحت لها أمها الباب ولما رأت سامح معها قالت له ماذا تفعل هنا ألم ترسل في طلب الطلاق هم بالكلام لكن ناهد سبقته وردت عليها أنا المخطئة فلم أكن مهتمة به كثيرا وتطورت الأمور إلى مشادة معه والآن جاء ليعتذر ويسحب القضية !!! ثم نظرت إلى سامح وقالت له أليس الأمر كذلك فوجئ الرجل بجواب ناهد ولم يجد بدا من مسايرتها وقال نعم يا خالة هذا ما حصل بالضبط وأنا أتيت لكي أصلح علاقتي معكم وآخذ إمرأتي !!!
بينما هم كذلك سمعوا نحنحة المهندس رضوان الذي إقترب من الباب وقال ماذا يحدث هنا ولما رأى سامح رحب به وقال له لماذا أنت واقف تفضل بالدخول !!! لكن البيت لم يعد لائقا ولا شك أنك تعلم باحتراق الفيلا وافلاس الشركةقال سامح سليمة إن شاء الله المهم أنكم بخير وهذا هو المفيد جلس سامح ورضوان في الصالون كان كل ما في الشقة متواضعا حتى الفناجين التي أحضروا فيه القهوة كانت من النوع الرخيص قطع سامح حبل الصمت وقال أنا آسف على ما حدث مع ناهد فلقد كنت متوترا وتصرفت بحماقة !!! أجاب رضوان لا بأس يا إبني الخلافات تحصل في كل البيوت وأنت لست الأول ولا الأخير لكن أخبرني أين ستقيم الآن بعدما أرجعت ناهد الشقة وباعت الأثاث
فكر سامح وخاطب نفسه لا فائدة في أن أخفي عنه الحقيقة ثم قال لقد إشتريت فيلا وسآتي بمهندس ديكورر ليأثثها بطريقة راقية لكن رضوان سأله وأين اشتريتها أجابه في جاردن سيتي !!! إستغرب الرجل فالعقارات غالية الثمن في ذلك المكان لاحظ سامح إستغرابه وقال له لقد أسست شركة مع إخوتي وهي تشتغل جيدا ونوعنا نشاطنا والآن نستثمر في العقارات ومقاولات رمسيس هي ملكي لم يصدق رضوان فهذه الشركة ربحت مناقصة لبناء فنادق ومدن سياحية على البحر الأحمركانت ناهد أيضا جالسة وهي تستمع بدهشة فسامح لا يخبرها عن مشاريعه وكل ما قاله لها أنه يشتغل في مكتب لتأجير السيارات ولما سألته لماذا أخفيت عني كل ذلك أجابها بشيئ غريب وهو أنه ما يعنيه ليس المال بل الإحترام فالفقير لا كرامة له ولا أحد يرحمه أما هو فكل ما عليه أن يفعله هو أن يخرج كارت فيه إسم شركته فيجري الناس لقضاء شؤونه وهو جالس يترشف فنجان شاي ويقرأ جريدة .
قال رضوان حقا مدهش ليس كل الناس تقدر أن تنجح وأمامك مستقبل في
عالم الأعمال رد سامح مستقبلي في السياسة سأترشح لمجلس الشعب .حضر الطعام وجلس سامح على المائدة ولاحظ شدة الاهتمام به وكانت بهيجة أم ناهد تخدمه بنفسها وأحس الفتى بالغرور فتلك المرأة إبنة باشا وطلبت منه أن يجد شغلا لزوجها في شركته حتى يشفى من حالة الإكتئاب فوعدها بذلك ثم خرج وركب سيارته بعد أن إتفق مع ناهد
لتكملة القصة اضغط الرقم 8 في السطر التالي 👇👇