يُحكى عن تاجر في البصرة إسمه بهاء الدّين ،كان ذلك الرجل بارعا في البيع والشراء، وكل ما وقعت في يده بضاعة إلاّ وربح
لكنّ الغريب في تلك البلاد يظلّ غريبا، فمن لا نسب له في تلك البلاد لا يدخلونه بيوتهم، و نادرا ما يزوّجونه بناتهم ،ولهم عادات كثيرة يحافظون عليها ،وذلك سبب إبتعادهم عن الغرباء الذين يختلفون عنهم في ثقافتهم وآدابهم .
ماتت زوجة التاجر فظلّ على العهد معها ،ولم يتزوج ثانية، وعاش مع ابنه، ولأنّ النّاس لا يعرفونه فإنّه لن يجد من يعطيه القيمة التي يستحقها،و يريد أن ينظر الناس لنسبه وليس لذهبه .
ظلّ التاجر صحبة ابنه حتى كبر وأصبح شابا من أبناء الوجهاء، وأتاه يوما وقال له من عادة أهل هذه المدينة الزواج مبكرا ،وكلّ رفاقي لهم زوجات جميلات ،وعندما نخرج للفسحة معهم أحس بالحزن والوحدة ،رد ّالتاجر:
ابنة من ستكون زوجتك؟ من يعرف قيمتنا في هذه البلاد؟ لو كنّا في بلادنا لكنتُ اخترت لك أحسنهنّ وأعرقهنّ أصلا، أمّا هنا، فمن سيزوّجنا ابنته؟ تعرف جيدا أنهم لا يحبون الغرباء !!!
قال الإبن :لا تنسى أني نشأت هنا ودرست فيمساجدهم ،وتأدّبت بآدابهم حتى صرت واحدا منهم ،ولي صديق ذو نسب له أخت أرغب في الزواج منها، وهم لن يمانعوا في ذلك .سأله بهاء الدين من أبوها ؟ رد الإبن :
الحاج عبد الرحمان وهو شيخ جليل من الأعيان ،قال التاجر :
أسمع كثيرا عنه، لكن هل يعرف أصلنا، ونسبنا ليزوّجك ابنته؟ صمت كلاهما ، لكنّ الولد انقطع عن الأكل والشرب، وكانت حالته تسوء يوما بعد يوم فخشي الأب على صحّة إبنه بسبب حبّه الشديد للفتاة فذهب ليخطبها من أبيها…
…
يتبع الحلقة 2
لتكملة القصة اضغط الرقم 3 في السطر التالي