قصص وروايات

يُحكى عن تاجر في البصرة إسمه بهاء الدّين ،كان ذلك الرجل بارعا في البيع والشراء، وكل ما وقعت في يده بضاعة إلاّ وربح

 

أحسّ التاجر بالانزعاج من كلام الرجل وقال :

لا يُعقل أن نتنبّأ بالإفلاس والهموم والمصائب، إن فكّر الجميع بهذه الكيفية فلن يتزوّج أحد بعد الآن وسيُبقي كلّ شخص ابنته في بيته، هذا لا يُعقل نظر إليه عبد الرحمان وقال تعلّمت أن لا أثق في الدّهر .لأزوّجه ابنتي يجب عليكَ أن تهب له كلّ رزقك ،هذا شرطي ،وأنت حرّ في إختيارك !!!

تعجّب التّاجر من هذا الشّرط ، وتساءل :كلّ رزقي؟ لماذا ؟ ولكّني كنت سأفعل من أجله ما يفعل جميع الآباء، أوفّر له رأس مال ، وأفتح له دكّانا ،وابتاع له منزلا وأؤثثه له ولزوجته ،لكن الشّيخ عبد الرحمان أصرّ على رأيه، وقال: لا !!! عليك أن تعطيه كلّ ما تملك . لتعلم أن إبنتي عاشت في عز ودلال في بيتي ،لا أريد أن ينقصها شيئ عندما تتزوج من إبنك،هل تفهم هذا يا سيد بهاء الدّين ؟

فكّر التاجر قليلا ثمّ قال : ” لن أخسر شيئا، إن كانت أرزاقي عندي أو عند ابني فهذا لن يغيّر شيئا إنّي سأترك له كل أملاكي بعد موتي في كل الأحوال، لن أخذل آبني .وكتب له كلّ أرزاقه ،وأسكنه في بيته ،ولم يبقي لنفسه شيئا. وكما يقول المثل “من يهب رزقه في حياته لن يغيثه أحد”،

ولأنّ العروس كانت بنت كبار الناس وبين قومها ،بينما كان زوجها غريبا ،فإنها تكبّرت عليه ، ظنّا منها أنّها أحسن نسبا منه، كانت تتحكّم في كلّ تصرّفاته ،وهو لا يعارضها في شيء لأنه يعشقها ويهواها،

أمّا حموها فقد كانت تستخف به وتقلل من شأنه ،وسرعان ما بدأت تضجر منه وتتضايق، فبعد أن كانت تجمعهما نفس المائدة، أصبحت تعايره بعدم إتقانه لآداب الطعام، وقالت أنه يسدّ عليها شهيّة الأكل ،فوضعوه وحيدا، وكل مرّة ينقلونه من غرفة إلى أخرى،وهو صابر على ذلك .

وفي النّهاية لم يعودوا يطيقون رؤيته، فرموه في الإسطبل. مع البغال والحمير ،وصار الخدم ينقلون طعام الشّيخ إلى ذلك المكان…

لتكملة القصة اضغط الرقم 5 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى