يُحكى عن تاجر في البصرة إسمه بهاء الدّين ،كان ذلك الرجل بارعا في البيع والشراء، وكل ما وقعت في يده بضاعة إلاّ وربح
لكن الإبن ردّ عليه ،أخرج حالا ،ولا تجبرني أن آمر العبيد برميك في الشارع !! قال الشيخ مستعطفا :
بربك كيف سأحيا وأنا غريب هنا ؟ نظر الإبن إلى السّماء وقال :الله من سيرعاك ،على الأرض آلاف مثلك أحياء، لست وحدك في هذا الظرف!! ردّ الشيخ :كما تشاء، لكن أعطيني بعض المال أتدبّر به شأني !!!قال الإبن : لا أستطيع يا أبي ،فالأمر والنهي بيد زوجتي ،وهي تسألني عن كل درهم أنفقه !!!
نظر الشيخ إلى إبنه ،وقال له : ليتك سمعتني عندما قلت لك لا تتزوج إلا ممّن يعرف قيمتنا ،لقد إفترقنا ونحن أحياء ،ودخل بيننا الغريب فلم نعد نعرف من نحن. وساء أمرنا ،لنا الرّزق الوفير لكننا محرومون منه بسبب سوء تدبيرنا ،تذكر فضلي عليك ولا تتركني في الشّارع، ضعني في المزرعة فهي بعيدة من هنا ،
فلي كوخ كنت أخزن فيه الحبوب سأبيت فيه ،لن تراني لا أنت ولا زوجتك ،ولن أحتاج نفقتك فسآكل من الأرض ،وأشرب من الغدران ،أريد فقط لحافا أتغطى به ،أجاب الإبن سآخذك إلى المزرعة ،فزوجتي لا تذهب إلى هناك . لكن لا أقدر أن أعطيك لحافا ،فأنا أخشى أن تسألني تلك المرأة ماذا سأفعل به !!
أجاب الشّيخ: قل لها سأتصدّق به ،أجابه ستطلب منّي أن تفعل ذلك بنفسها لتنال أجرا من الله ،ردّ الشيخ : لقد أغلقت عليك باب الدنيا والآخرة ،لقد كتب علينا أن نعيش ذليلين، لو بقيت في البصرة لكان ذلك أهون ،ولما وصلت إلى هذا الحال ،قال الإبن: لا فائدة في اللوم، لقد إشتريت لحافا جديدا للحصان، وسأحضر لك القديم ،هذا كلّ ما يمكنني فعله لك …
…
يتبع الحلقة 4
لتكملة القصة اضغط الرقم 7 في السطر التالي