مند زمن بعيد عاش شيخ مع زوجته في كوخ صغير بالقرب من احدى القرى في الغابة الكبيرة وكان لهما ثلاث صبيان
. مند زمن بعيد عاش شيخ مع زوجته في كوخ صغير بالقرب من احدى القرى في الغابة الكبيرة وكان لهما ثلاث صبيان قطاف و راميس و يبرق
كان الوالد فخورا جدا بولديه قطاف و راميس فلقد كانا شابين قويا البنية بينما لم يهتم كثير بإبنه الأصغر يبرق الذي لم يكن يحصل إلا على الأشياء التي لا يرغب أخواه بالاحتفاظ بها
ولم يكن مسموحا له مشاركتهما في الألعاب واختبارات المهارة التي يدربهما الأب عليها بل يضطر الى البقاء في البيت والقيام بالأعمال المنزلية ومساعدة والدته في المطبخ
وكانت أمه هي الشخص الوحيد الذي يظهر له الحب ويعامله بلطف وهكذا كان يبرق المسكين عالبا ما يشعر بالوحدة والحزن ولكي يشغل وقته ويحظى ببعض الرفقة فقد أحضر هرا صغيرا وأخذ يعلمه شتى أنواع الحيل
ومع الوقت كبر الهر وزاد ارتباطه بي يبرق حتى صار يتبعه أينما ذهب على هذا النحو صارت الأمور حتى كبر الإخوة الثلاثة وبما أن قطاف و راميس يتمتعان بقامتين ممشوقتين وجسدين قويين بالإضافة إلى اتقانهما كل ألعاب القوى
فقد اعتادا التبجح في كل مرة يظهران فيها في القرية الخضراء معظم الناس ېخافون التصدي لهما ومعارضتهما ومما زاد الوضع سوءا أن والدهما كان يؤيدهما في كل شيء اعتقادا منه انهما لا يرتكبان الأخطاء
أما يبرق فهو بالنسبة إليه عديم النفع ودائما على خطأ وكان المفروض ان يكون فتاة تتمسك بمئزر والدتها طوال اليوم
وسط إهمال والده وتجاهل شقيقيه لم يكن هناك سوى والدته لتدعمه بل انها احبته أكثر من الجميع وهو الآخر كان شديد الإخلاص لها
وذات يوم رجع قطاف و راميس من القرية بعد ان حققا الفوز في منافسات القوة وكانا فخورين جدا بهذا النجاح فطلبا من والدهما ان يسمح لهما بالسفر لزيارة الملك يمان الذي تقع مملكته على الجانب الآخر من البحر الذي يقع كوخهم بالقرب منه
في البداية لم تعجب الأب فكرة ابتعاد ولديه عنه ولكن عندما نظر اليهما ورأى كم هما شابان شجاعان وافق وهو على يقين انهما سيحققان الثروة والشهرة
بعد بضعة أيام سمع الوالد من أهالي القرية أن هناك سفينة كبيرة ترسو على مقربة من الشاطئ فأخبر زوجته ان عليها أن تؤمن احذية جديدة من أجل قطاف و راميس بالإضافة إلى مبلغ من المال من أجل الرحلة فقد قرر ان يرسل ولديه عبر البحر الى المملكة الكبيرة حيث سيحققان المجد والثروة بالتأكيد
بدلت العجوز جهدها لتنفد طلبات زوجها فأخذت كبب خيوط الكتان التي غزلتها خلال الشتاء وقامت ببيعها في القرية ثم اشترت بثمنها أحذية جديدة من أجل قطاف و راميس واحتفضت بالباقي من أجل الرحلة
ولما رأى يبرق كل هذه التحضيرات شعر برغبة شديدة بالذهاب مع أخويه فاستجمع شجاعته وذهب إلى والده يترجاه ويتوسل إليه ان يسمح له بمرافقة قطاف و راميس
شعر الأب پغضب شديد فقد اعتبر ذلك وقاحة من يبرق ورفض بشدة ولكن عندما فكر مليا رأى أنه ليس من الجيد تركه وحيدا في البيت بينما الجميع في الخارج
وهكذا أخبره بأنه يمكنه الذهاب شريطة ألا ينضم إلى أخويه وعليه ان يبقى بعيدا عنهما وهكذا لن يشعرا بالخجل أمام الغرباء لكون هذا الشخص الضعيف عديم النفع هو شقيقهما..
بالرغم من الإذن لم يكن لطيفا إلا ان يبرق كان راضيا تماما فقد كان يريد أن يغادر بأي طريقة وهكذا أسرع إلى أمه يرجوها أن تجهز أغراضه من أجل السفر كأخويه
عندما سمع قطاف و راميس أن يبرق حصل على الإذن بالسفر هو أيضا عجلا بانتهاء التحضيرات وانطلقا في الحال فهما لا يريدان أن يذهب معهما اما هو فكان متلهفا جدا للسفر
فأخذ يساعد والدته في إتمام كل شيء وهكذا غدا مستعدا للسفر عندما أصبح أخواه جاهزين ولما جاء ليودع والدته اعطته كيسا صغيرا وضعت فيه النقود التي كانت قد ادخرتها
ثم سلمته عكازة وقالت له خذ هذه أيضا ستنفعك كثيرا يمكن ان تستخدمها للمشي او سلاحا تدافع به عن نفسك ان واجهك أي خطركما أنك لن تضيع طريقك قط طالما هي بحوزتك
شكرها يبرق ثم ودع والده وقبل أن يمضي عانق والدته مرة اخرى ثم مضى في رحلته حاملا هره
على كتفه ولا
لتكملة القصة اضغط الرقم 2 في السطر التالي