تقول صاحبة القصّة: لم أكن على قدرٍ عال من الجمال ، كنت فتاة عادية جداً أو ربّما أقلّ من ذلك ،
أحد الأيام وبدون سابق إنذار تعرض أبي لحادث فظيع كانت ضحيته روحه الطاهرة،
وبدون مقدمات تركنا أبي دون وداع أو استعداد للحياة بدونه ،
لم تحتمل أمي الصدمة وأصيبت بالشلل التام ، وفجأة وجدت نفسي أمام ثقل المسؤولية، قررت أن لا أترك الجامعة رغم المشقة ، والتمسك بحلم التخرج .بين عشية وضحاها أصبحت العائل الوحيد ، لأمي المريضة ولأخي الصغير وكل صباح أجمع البيض والجبن واللبن ،وأنزل به إلى السوق وأحاول جاهدة بيعهبسرعة ثم الذهاب سريعاً للجامعة لألحق المحاضرة .
،وكلّ الحقّ لقيت كلّ المساعدة من الجيران الذين إهتمّوا بأمّي في غيابي ،فلقد كانت إمرأة تحبّ الخير ،ولم ينسوا معروفها معهم .
مرّ الوقت، ولاحظت أنّ خطيبي عبد الفتّاح صار يتهرّب منّي،حتى جاء اليوم الذي مرّ فيه بالسّوق فرآني أفترش الأرض ،
وأمامي سلّة بها زجاجات اللبن و الجبن و البيض، ومعي كتاب أقرأ فيه ،
وكلّ مرّة يأتي زبون فأتوقّف ،وكان بصري يجول بين السّطور دون تركيز ،وفجأة وجدته واقفا أمامي ،وأعصابه مشدودة ،
وأخيراً استجمع شجاعته ،وقال: أنا آسف ،أريد منك نسيان موضوع الزّواج ،فلا أعتقد أنّك ستنجحين ،
ومستقبلك هو بائعة لبن !!! أجبته : وما الذي يعيب في أنّي أكسب رزقي بعرق جبيني ؟ لم يردّ ، ونظر إلي باحتقار ، ثم إنصرف، قلبت زجاجات الحليب التي أمامي ،ولعنت حظّي ، فلم يمض شهر على رحيل أبي ،حتى قرّر ذلك اللئيم أيضا الإبتعاد عنّي ،ليزيد في أوجاعي .
لتكملة القصة اضغط الرقم 4 في السطر التالي